صمت وترقب وحزن عميق تعيشه قرية الروضة بمركز ملوي جنوب محافظة المنيا، بعد مقتل الشاب مينا موسى ممرض المنيا الذي كان قد لقي مصرعه مؤخرا على يد أحد المحتالين الذين يقومون بالترويج إلى الوظائف الوهمية.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي وحسابات السوشيال بالصعيد، خاصة مركز ملوي بالمنيا، بالحديث عن واقعة مقتل الشاب العشريني مينا موسى من أبناء مركز ملوي، على يد أشقياء بالقاهرة.
حق مينا موسى لازم يرجع
تداول عدد غفير من أصحاب حسابات السوشيال ميديا هاشتاج «حق_مينا_لازم_يرجع» على نطاق واسع، مطالبين بالقصاص من القتلة بعد تسريب تفاصيل الواقعة من قبل بعض متابعي القضية وأهلية المجني عليه.
ماذا قال عنه أهالي قرية الروضة؟
كشف فيليب إسحق، وزكريا كميل، من أصدقاء الشاب مينا موسى، 23 سنة من أبناء قرية الروضة، التابعة لمركز ملوي، أنهم في حالة صدمة مما حدث لصديقهم، خاصة أنهم يوم الجمعة الماضي فقط كنا معا نحتفل بتخرج مينا، واصفينه بالشاب الخلوق الهادي الطباع والخدوم، والصديق بمعنى الكلمة.
وتابع فيليب: أينما حل في مكان يترك بصمة وأثرا طيبا، وأنه متفائل ومقبل على الحياة ومشجع لأصدقائه، شهيد لقمة العيش الذي راح ضحية البحث عن الرزق الحلال، حيث تواصل صديقهم مع مجهولين بعد معرفته بوجود فرصة عمل بمجال التمريض ورعاية المسنين بالقاهرة.
وطمأن المجني عليه أصحابه وأسرته بأن الفرصة المعروضة عليه تحمل بوادر عائد مجزٍ، وأنها بمجال التمريض الملم به، ليطمئن أسرته خاصة أنه الابن الذكر الأوحد لأسرة أنجبت 4 أبناء بينهم 3 شقيقات إناث.
يقول القس البروستانتي إبراهيم سعد، عم المجني عليه، إن مينا ابن شقيقه توجه للقاهرة قبل عدة أيام لاقتناص الفرصة التي ظنها باب أمل ومورد رزق، وبعد مبيت ليلة لدى إحدى شقيقاته بالقاهرة توجه المجني عليه صباح الأحد الماضي لمقابلة من تعرف عليهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأوهموه بتوفير فرصة العمل الحلم، ثم انقطعت الاتصالات به تمامًا.
مينا موسى ضحية «الوظائف الوهمية».. تفاصيل اختفائه وخط سيره من ملوي إلى المرج
والد مينا موسى
كشف الأب موسى سعد أن ابنه حصل على دبلوم فني صناعي قسم كهرباء، وأكمل تعليمه في مجال التمريض بأحد المعاهد الخاصة، وعمل بمركز طبي خاص لدى طبيبة أطفال تملك حضّانة واكتسب خبرة وشهرة.
وأوضح الأب أن أحد أصحاب ابنه ظن أنه حصل على فرصة عمل بالقاهرة في مجال التمريض المنزلي وحالت ظروفه الشخصية دون السفر وأقنعه باقتناص الفرصة بدلًا منه.
وتوجه الضحية بالفعل للقاهرة وبعد ترك حقيبة سفره ومتعلقاته لدى شقيقته توجه لاستلام العمل لدى من ادعوا أنهم يعملون بدار للمسنين وفوجئت أسرته بإغلاق هاتفه وانقطاع الاتصالات معه .
وظلت الأسرة تكرر محاولات الاتصال حتى اليوم التالي، عندما فوجئت الأسرة بمطالبة مجهولين بتدبير مبلغ 120 ألف جنيه فدية لتحريره ثم أغلق الهاتف.
رسالة مينا لوالده.. «أسرع يابا بتدبير المبلغ»
تلقى والد مينا رسالة مسجلة من رقم هاتف محمول عبر تطبيق «واتس آب» بصوت الضحية يقول: «أسرع يا يابا بتدبير المبلغ لأخرج من الضيقة التي أنا فيها ولا تبلغوا الشرطة حتى لا أكون في خطر».
وبعد إبلاغ سلطات الأمن بقسم المرج حيث تقيم شقيقته وعمه، عرفت الأسرة مساء اليوم الثالث لاختفائه أن الضحية قُتل، وأن الجريمة ارتكبت بدائرة قسم الزاوية الحمراء.
عم ضحية لقمة العيش
وكشف إبراهيم سعد، عم ضحية لقمة العيش مينا موسى، أن المعلومات التي خلصت لها جهات التحقيق توصلت إلى أن ممرضا وطباخا استدرجا الضحية بهدف خطفه وطلب فدية، ونصبا فخًا له وبمجرد وصوله سيطرا عليه وأوثقاه وأجبراه على تسجيل مقطع صوتي «فويس نوت» يقول لأسرته: «لا تبلغوا الشرطة ودبروا مبلغ الفدية لأخرج مما أنا فيه سالمًا»، وحاول الممرض استكتابه وإجباره على توقيع إيصالات أمانة وشيكات.
وأضاف أن الضحية حاول الاستغاثة وكرر الصراخ والصياح والقفز من نافذة، فضربه أحد الخاطفين بماسورة حديدية على رأسه فمات، فتخلص الممرض المتهم من جثمان الضحية بإلقائه في ترعة الإسماعيلية بعد تقطيعه لأجزاء ممثلًا بالجثة.
حولوه وجبات للكلاب.. تفاصيل آخر حوار بين الممرض مينا موسى وأصدقاء الندالة ووصيته الأخيرة لأمه
اعترافات المتهمَين بواقعة مينا موسى في الزاوية الحمراء إعلان وهمي لاستدراج الضحية
اعترافات المتهمَين بواقعة مينا موسى في الزاوية الحمراء وإعلان وهمي لاستدراج الضحية، حيث كشفت التحقيقات الأولية التي أجرتها النيابة في قضية مقتل الشاب مينا موسى في منطقة الزاوية الحمراء بالقاهرة عن تفاصيل الجريمة التي ارتكبها المتهمان.
اعترافات المتهمَين بواقعة مينا موسى
وأظهرت التحقيقات أن المتهمين كانا يطمحان في الحصول على أموال من والد الشاب مينا موسى، فخططا لنشر إعلان مزيف يطلب ممرضين لأحد الأشخاص براتب مغري، بهدف استدراج أي شخص تحت ذريعة توفير فرصة عمل في مجال التمريض، مع تقديم عرض مالي مغري لإغراء الضحية.
وفي سياق ذلك، أفاد المتهم الأول، الذي يُدعى إبراهيم ويبلغ من العمر 41 عامًا، بأنه يعمل ممرضًا، وأنه لا يعرف الشاب القتيل مينا موسى ولم يسبق له التعرف عليه. وأوضح أنه يمر بأزمة مالية خانقة، مما دفعه وصديقه إلى التفكير في استدراج شخص ما من خلال إعلان توظيف وهمي، بغرض طلب فدية مالية من عائلة الضحية، لتسديد الديون التي تراكمت عليه بسبب الظروف المعيشية الصعبة، وقرروا نشر الإعلان عبر الإنترنت.
أوضح المتهم خلال تحقيقات النيابة أن صديقه المتهم الثاني كان يواجه أزمة مالية أيضًا، وعندما تم طرح الفكرة، وافق على الفور. وأكد أنهما بدآ في تنفيذ الخطة، حيث قاما بنشر الإعلان على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. وقد لفت الإعلان انتباه صديق مينا، الذي أقنعه بالذهاب إلى القاهرة، حيث كان هناك مريض مسن يحتاج إلى ممرض للعلاج الطبيعي لفترة قصيرة، مع وعد بمقابل مادي كبير مقابل العمل لبضعة أيام فقط.
وأضاف المتهم أن الشاب مينا موسى اتصل به بشأن الإعلان، وفي نفس اليوم جاء مينا إلى القاهرة. طلب منه المتهم الحضور إلى منطقة الزاوية الحمراء، وعندما وصل، استقبله هو وصديقه المتهم الثاني. بدأوا الحديث معه، لكن مينا شعر بشيء غير مريح وحاول الهرب. وعندما حاولوا الإمساك به، قاوم بشدة، مما أدى إلى قيامهم بضربه واستدراجه إلى عمارة سكنية في المنطقة.
جثة مينا موسى داخل أكياس بلاستيكية
جاءت اعترافات المتهم الثاني، مصطفى، البالغ من العمر 36 عامًا ويعمل طباخًا في أحد المطاعم، لتؤكد ما قاله صديقه المتهم الأول. حيث أضاف أنهما قاما بخطف الشاب مينا، الضحية، إلى إحدى الشقق السكنية، وقاما بتقييده وتصويره لإرسال الصور إلى والده عبر تطبيق واتس آب، بهدف طلب الفدية المتفق عليها بينهما. لكنهما شعرا بأن والد مينا قد يقوم بإبلاغ الشرطة وكشف هويتهما.
اعترافات المتهم الثاني بواقعة مينا موسى
أوضح المتهم الثاني أنه بعد التفكير، قررا التخلص من الشاب مينا، فقاما بضربه على رأسه باستخدام أداة حادة، مما أدى إلى فقدانه الوعي. بعد ذلك، أحضرا سكينًا وقاما بتقطيع الجثة إلى أجزاء صغيرة لتسهيل التخلص منها بعيدًا عن المكان، وتمكنا من إخراج الجثة من الشقة بعد التقطيع، حيث قاما بتفكيكها إلى عدة قطع.
خلال تحقيقات النيابة أوضح المتهم أنهما جلبا أكياسًا بلاستيكية وقاما بتوزيع أشلاء الشاب مينا داخلها، ثم قاما بإلقاء الأجزاء في مواقع مختلفة.. وقد نجحا في تنفيذ خطتهما بإلقاء الأشلاء في عدة مناطق، منها منطقة في الزاوية الحمراء داخل أحد مقالب القمامة، وأخرى في ترعة الإسماعيلية، وذلك بهدف إبعاد الشبهة عنهما تمامًا من خلال التخلص من جثمان القتيل.